قصص نجاح رواد الأعمال : كارل ألبريشت نموذجـاً 




اتبع رؤيتك ولا تتبع المال، والمال سيتبعك في النهاية
توني هيش مؤسس والرئيس التنفيذي لـ ـ زابوس ـ


إنّ الشيء الذي يُلهمنا أكثر من أجل اتخاذ الخطوة الأولى نحو القمة هو الاستفادة من قصص نجاح ملهمة، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على قصص نجاح رواد الأعمال ولتكن بدايتنا مع قصة نجاح كارل ألبريشت . 

من هو كارل ألبريشت ؟ 


كارل ألبريشت أو Karl Hans Albrecht وُلدَ في 20 فبراير 1920 م، وهو أحد أشهر رجال الأعمال في ألمانيا، حيث أسس سلسة المراكز التجارية " أَلدي " مع أخيه " ثيّو " . 

وجدير بالذكر بأنه أحدٌ من بين أغنى الأغنياء في العالم، بيدَ أن ثروته قُدّرت بـحوالي 25.4 مليار دولار أمريكي في عام 2011 م وهذا وِفقاً لقائمة : " فوربس " والتي استطاعت تصنيفه في المرتبة العاشرة عالمياً، مما جعله يدخل في قائمة أكبر ملياردير في العالم. 

هوايات كارل ألبريشت الخاصة 


إنّ كارل ألبريشت كان يحبّ لَعب لعبة " الجولف " والتي استحوذت على اهتمام كارل، والأمر الذي جعله يفكّر في بناء وتأسيس ملعب جولف خاصاً بهِ وكذلك كان في عام 1976 وقد أطلقَ عليه اسم " Oschberghof " . ليس الجولف فقط هو شغفهُ بل كان شغوفاً أيضاً بالكتابة على الآلات المختصة بالكتابة، كما حظيَ اهتمامهُ بمزارعة الفواكهِ . 

كارل ألبريشت والتحاقه بالخدمة العسكرية 


نعلم أن كارل ألبريشت بدأ حياته العلمية منذ صغرهِ، حيث عمِل في متجرٍ لبيع الحلوى والأطعمة الخفيفة، حتى حان وقته ليذهب أو ليتحلق بالخدمة العسكرية، إلا أنه صُدِم صدمةً كبيرة، كونه خدَم القوات المسلحة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، إلا أن كارل أُصيبَ بجرح أثناء الحرب، وبعد أن انتهت خدمته العسكرية عَاد إلى مدينتهِ بعد أن شاهد ويـلات الحرب ومآسيها القاسية . 

كارل ألبريشت وسلسلة مطاعم " ألدِي " 


لقد عَمِل كارل مع شقيقهِ ثيو ألبريشت في إدارة متجر والدتهما الصغير، حيث دفعهما الشغف لتحقيق النجاح بالاستمرار، وهكذا استطاعا تأسيس سلسلة مطاعم تحت اسم " ألدِي " والتي تضم حوالي 300 متجر . 

وفي عام 1955 م، بلغَ عدد الفروع لمطاعم " ألدِي " إلى 100 فَرع، ثم ارتفع ثم ازداد عدد الفروع حتى وصل إلى 300 فرع خـلال عقد من الزمان . 

تنظيم المشاريع وانفصال الشقيقين 


إن شراكة الأخوين " كارل " و " ثيو " لم تَدم طويلاً، حيث أنهما انفصلا في عام 1961 م، نتيجة بعض الخلافات ليحصل كارل ألبريشت على نصيبهِ من المتاجر التي اشتهرت باسم " ألدِي " في جنوب ألمانيا، وعلى غرار ذلك حصل شقيقه " ثيو " على " ألدِي نورد " التي تقع في شمال ألمانيا . 

وجدير بالذكر أن كارل حصل على حقوق العلامة التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وهذا حصل عليه نتيجة قدرتهِ على تنظيم المشاريع بكفاءة . 

ربما، ما يميّز كـارل أنه رجل لا يحب الشهرة، لذلك كان يعمل في صمتٍ باجتهاد وصبر ومثابرة، دون أن يُدخل الإعلام في نجاحهِ وتفوقهِ . 



انتشار صَيت كارل في العالم 

إنّ ما دفع كارل للانتشار العالمي هو زيادة إرادتهِ لتوسيع أعمالهِ التجارية بالولايات المتحدة، ودول أخرى أيضاً، حيث بلغَ عدد متاجرهِ أكثر من 1300 في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، ناهيك عن 3500 متجر في 8 دولٍ أوروبيّة مختلفة . 

في سنة 1993 م، بلغَ عدد متاجر " ألدِي " إلى أكثر من 6500 متجر، فاستطاع النجاح في منافسة أكبر المتاجر العالمية مثل : " كارفور " حتى أصبح كارل صاحب أكثر من 4000 متجر في بلدهِ ألمانيا، وأكثر من 8000 متجر في اليونان، وفرنسا، أستراليا، وسويسرا، إسبانيا، وبولندا وغيرها من الدول . 

إنّ كارل لم يقتصر على بيع منتج محدد في هذه المتاجر فقط، بل حرص على بيع مختلف المنتجات كـ : الأدوات المنزلية، منتجات العناية بالبشرة، وغير ذلك، وبقيت إيراداته تزداد حتى بلغت حوالي 45 مليار دولار سنوياً . 

رحيل ووفاة كارل ألبريشت 


بعد هذه المسيرة الحافلة بالنجاح والتميّز، قَرر كارل أن يتخلّى عن مسؤولية إدارة العمليات اليومية بسلسلة متاجرهِ، ليتولّى بعد كل هذا رئاسة مجلس الإدارة بين عامي 1994 و 2000 م، حتى قرر أن يتنازل عن هذه المهام بأكملها . 

وفي مسيرته الناجحة هذه، حاز كارل ألبريشت في عام 2014 م، على المرتبة الرابعة في قائمة الأثرياء بقارة أوروبا، كما حاز على المرتبة رقم 21 عالمياً بثروةٍ زادت عن 23 مليار دولار، ثم حصل على المرتبة رقم 10 عالمياً في عام 2012 م بثروة زادت عن 25 مليار دولار . 

وبعد كلما حققه كارل ألبريشت، بلغ أجلهُ لكي توفيَ في 16 يوليو 2014 عن عُمر يناهز 94 عاماً، كان في ذلك الوقت متصدراً في قائمة الأثرياء بدولة ألمانيا . 

حكم ودروس من قصة نجاح كارل ألبريشت 


  •  العمل في صمتٍ، والصبر والمواظبة على المشروع حتى ينمو ويكبُر، هذا الشيء الذي يعكس نجاحاً إيجابياً على المشروع.
  •  المنافسة الشريفة وفتح باب المنافسة أمام غيرهِ، والعمل على تطوير المشروع بكفاءة وثبات. 
  •  التطلّع للمستقبل، حيث يجب أن ينظر رائد الأعمال إلى المستقبل بعين مختلفة، الشيء الذي يساعد على تطوير مشروعك وعدم الاستسلام للثغرات البسيطة. 

خــلاصة


إنّ قصص نجاح رواد الاعمال عندما نقرأها نزداد آمالاً وشغفاً لأننا ببساطة نستفيد من قصة نجاح هؤلاء الرجال الذين صنعوا التاريخ وحققوا ثروتهم من الصفر إلى ملايين الدولارات . 

فهل أنت متسعد لتدخل في بناء مشروعك وتحقق الثراء لنفسك ؟